حتى لا نكون وبالا عليهم

شارك المقال

الفهرس

إذا غابت الراية الشّرعيّة… فالهزيمة حتميّة..!

كتب هذا المقال صفحة تواق

نُصرةٌ تهدم أكثر مما تبني

نصرة القضية لا تكون بنشر الأغاني ولا بالرقص ولا بالاختلاط مع ارتداء الكوفيات…! هذه ليست نصرة، بل وبالًا على الأمة، وزيادة في الغفلة والبعد عن الطريق.

ولا تكون النصرة بالتطاول على العاجزين من الناس، أو اتهامهم بالخيانة لمجرد أنهم لا يملكون، فالعاجز معذور شرعا و لا يُذم، وإنما يُذم التقصير مع القدرة.


كذلك لا تُنصر القضية بأسلمة الكفار لأنهم تعاطفوا أو بكوا، فالإسلام ليس ردة فعل عاطفية، بل هو عقيدة واتباع. وأيضا علينا أن نقبل النقد البناء والإصلاح المخلص، لا أن نتعصب لآراء فيها مخالفات شرعية واضحة، أكثرها ناتجة عن اضطرار أو جهل، ثم ندافع عنها وكأنها وحي منزل.

ولنعلم يقينًا أن من رؤوس الكفـــ…ر والعداء للأمة: سليـــماني، حسن زميرة، حزب اللات، الخميــني، وكل رؤوس الرفض والطاعنين في الصحابة – فهؤلاء كفــ*رة محاربون، مهما رفعوا شعارات المقاومة، فغايتهم هدم الإسلام من داخله. ولنا عبر ودروس في عدة بلدان..!

أتقدر أن تدخل فتجاهد في سبيل الله؟ فامضِ على بركة الله، نسأل الله أن ينصرك ويثبتك، فإنها من أعظم صور النصرة وأشرف الأعمال.

لا تقدر على الدخول، ولكن تستطيع إيصال طعامٍ أو دواءٍ أو حاجاتٍ ملحّة بأي وسيلة كانت؟ فهذه ثاني مراتب النصرة، فلا تتأخر عنها.

وإن عجزت عن ذلك، فباب التبرع بالمال واسع، وقد قدّم الله تعالى الجهاد بالمال على الجهاد بالنفس في أكثر آيات القرآن، فابذل ولا تتوانَ.

وإن لم تقدر على شيء من ذلك، فلا تُغلق دونك أبواب الإصلاح. إبدأ بنفسك، فأصلحها، ثم أصلح من تستطيع من أهلك ومن حولك. علِّم العقيدة الصحيحة، وذكّر الناس بالثوابت، ولا تشتغل بلوم الآخرين، فالعالم كلّه يكاد يكون مثلك، لا يملك التغيير الحقيقي إلا أن يبدأ بنفسه.

ولا تكفّر الشعوب المقهورة المغلوبة على أمرها، فإن الأمة في حالٍ لا يُرجى منه صمود أمام العدو؛ لأن القيام – في كثير من المواطن – لم يكن خالصًا لله، ومن لم يكن قيامه لله، فلا يُنتظر له نصر، مهما بلغ عدده وعدّته.

قد قامت جيوش في زمنٍ مضى ترفع رايات القومية والعروبة، فانهزمت في أيام معدودة، لأن راياتها لم تكن رايات حق، والغلبة يومئذٍ كانت للأقوى، لا للأتقى.

ولا تحتجّ على ترك الإصلاح بفساد الواقع، فتقول: العالم كله يحتاج إلى إصلاح!
نعم، أكثر الخلق غارقون، والدين عند كثيرٍ منهم ليس أولوية، ولكنك مأمور أن تستعين بالله وتبدأ، ولا تزهد في بذل الخير ما دمت قادرًا عليه.

وكيف يكون الإصلاح؟

بترسيخ الثوابت الإسلامية، ونشر العلم الصحيح، والدفاع عن العقيدة، والتوعية بالمفاهيم الراشدة، والدعوة إلى الله بالحكمة والموعظة الحسنة والثبات.”

إذا غابت الراية الشرعية… فالهزيمة حتمية

الثوابت الشرعية تُهذّب مظاهر النصرة، فتجعلها عبادةً مأجورة لا حركةً مهدورة، وتوجّه العاطفة نحو الطريق السليم، فيتحوّل اللسان إلى دعاء، والمال إلى دعم، والجسد إلى طاعة، لا إلى فوضى أو مخالفة.

الإصلاح وفق الشرع يكون بـتصحيح العقيدة، والتمسك بالكتاب والسنة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وتعليم الجاهل، ونصح العاصي، والصبر على الأذى، والبدء بالنفس ثم الأقربين، مع الإخلاص لله والمتابعة لرسول الله ﷺ، دون تعجل أو فتنة.

نماذج عن الجهل والتعصب الأعمى بغير علم

وقبل أن تستفحل هذه الظاهرة، إذ الجهل قد طغى على كثير من الناس، وجب التحذير من تلك الأفكار التي قد تؤول بصاحبها إلى الكفر. فلا تُهَوِّن من شعائر الله بذريعة نصرة دينه وأهله، فإنك بذلك تجمع بين نقيضين، وذاك ما لا يُقبَل عقلًا ولا شرعًا.

واعلم أن في ذلك استهزاءً بالدين، والاستهزاء بشعائر الله أو السخرية بها كفرٌ أكبر، مخرجٌ من الملة، إذا صدر عن علمٍ واختيار، لما فيه من امتهان لما عظّمه الله. فالحذر الحذر من إطلاق اللسان في مواطن التقديس، فإنها مزلة أقدام، ومهلكة للقلوب والعقيدة.

آخر المقالات والأخبار

شارك المقال
مساحة إعلانية